وسط العاصفة

رسم فنان لوحة لاشجار فى فصل الخريف بعد غروب الشمس بقليل
فاللوحة تميل الى الظلام والاشجار عارية من الاوراق وهناك بيت منعزل بلا اضواء
يقف منعزلا يواجه عاصفة شديدة من التراب
وكل ما فى اللوحة يعبر عن الكأبة والوحشة وفقدان الرجاء
ولكن الفنان لم يكن قد انتهى بعد من رسم لوحته فقد بقيت بضع دقائق قبل ان يسلمها للعرض
وبسرعة غمس فرشاته فى اللون الاصفر ثم رسم به شعاعا من نور صادرا من نافذة البيت اتيا من الداخل
يا للتغير المذهل
لقد تحول مدلول المشهد تماما وصار يعبر عن الدفء والطمأنينة والامان رغم العواصف فهو بيت مضئ فى سط الظلام
صديقى العزيز ......قد يسمح الله لك ان تمر بظروف معينة تراها تدعو للقلق والتوتر
واذ ترى كل شئ قاتم اللون والظلام يخيم حولك وقد تشعر ان ليس هناك امل فى حل سريع
لكن فى ذلك الوقت لا تنس ان الله دعاك تسلك بالايمان فثق فى الله
ثق انه بلمسة بسيطة من يده سيغير كل شئ وسيجعلك سعيدا حتى وانت فى وسط العاصفة
اجعل ثقتك اعظم من كل الشكوك ارتفع فوق المحن لا تنحنى امام الظروف الصعبة
لا تستسلم ابدا لضعفك او فشلك........بل حاول دائما من جديد
ان هناك دائما شمس مشرقة ترسل اشعتها خلف الغيوم
وهناك شعاع من نور الامل وسط ظلام الالم
وهناك ورود وسط الاشواك
اننا كثيرا ما ننظر للشوك ولا ننظر للورد الذى يكلل الشوك ننظر للشوك فنقول : 0
" اعطيت شوكة فى الجسد ...2كو 7:12 "
ولا ننظر الى الورد الذى فى الشوك وهو قول الرب : " تكفيك نعمتى " 2كو 9:12
ننظر الى المرض ولا ننظر الى نعمة الله التى تشملنا فى هذا المرض
ربى يسوع........ " اجعل رجلى كالايل " مز 33:18
فأستطيع القفز فوق اشواك هذا العالم الشائكة
نفترض ان سفينة تسير فى نهر ضيق ثم قابلتها صخرة كبيرة اوقفت مسيرتها
ترى ماذا سيفعل بحارة السفينة ؟؟
ربما سيحاولون ازالة هذه الصخرة من طريق سفينتهم
ولكن الله قد يقول شيئا اخر : لن تقدروا ان تزيلوا هذه الصخرة ابدا
وهذا لا يعنى انكم ستتوقفون عن السير ....ولكن هناك حل اخر
سيرتفع منسوب مياه النهر وبالتالى سترتفع السفينة وستعلو فوق الصخرة وتعبر بكل سهولة
حقااااا...." ما ابعد احكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء " رو 33:11
اخى الحبيب ........ ان هذا هو نفس ما يفعله الله معك
قد لا يخفف الاثقال التى فوق منكبيك لكنه بكل تاكيد سيقوى عضلاتك
لتصبح قادرة على حمل هذه الاثقال
فهو لم يزل الشوكة من جسد رسوله بولس ولكنه اعطاه النعمة الكافية لاحتمال هذه الشوكة
حينما تصعب امامك الظروف يلتفت اليك الرب يسوع ويربت على منكبيك مبتسما
ويقول لك : " تكفيك نعمتى " 2كو 9:12
ان مسيرة حياتنا مليئة الالام وبحر سفينتنا ممتلئ بالصخور وطريقنا لله ممتلئ بالضيقات
ولقد اوضح الرب يسوع ذلك بقوله : 0
" ما اضيق الباب واكرب الطريق الذى يؤدى الى الحياة مت 14:7 "
ولكن لماذا يسمح الله بان يكون طريقه صعبا هكذا ؟؟ لماذا يسمح بتعب اولاده والامهم ؟؟
ان هذا الاسلوب هو ما يناسب طبيعة الانسان
لقد كان الانسان اصلا فى الفردوس حيث الراحة والنعيم ومع ذلك اخطأ واخرج ذاته منه
ان الراحة لا تناسب الانسان ...فحينما يستريح يضل وينسى الله نسيانا كاملا
ومن مراحم الله ان يسمح بصعوبة الطريق والامه وضيقاته
لكى نرجع الى انفسنا وبالتالى نعود الى الله
ويقول احد الفضلاء :- " ان الالام هى لغة الله لمحبيه "0